"لماذا توقفتِ؟"
..باغتني بسؤاله، وكنت أعلم جيدا ماذا يقصد
.أعتقد أن هذه هي المرة الأولي التي سمعته يقول شيئا غير "صباح الخير..تفضلي" في بداية كل لقاء، و"إلي اللقاء" في نهايته
نظرت إليه..وللمرة الأولي ألاحظ أن لون عينيه ليس عسلياً كلياً، بل معه لمحة من الأخضر، والفضل يعود لشعاع الشمس الذي تسرب من وراء ستائر الغرفة. كان هذا اللون يليق به أكثر، فهو مسالم..مثله
..أعاد السؤال ثانية
..عادة ستكون الإجابة تقليدية مثل "مللت" أو "لم يعد شئ يلهمني" . لكن الحقيقة أني كبرت
..كبرت ولا ألف لوحة تستطيع أن تستوعب ما بداخلي
..كبرت وأصبح نفسي قصيراً...وكل مرة أحاول أن أرسم ولو نقطة واحدة، أصرخ
..كبرت ولا أعلم متي أو كيف
أعاد السؤال مرة أخري، وأنا للمرة الثالثة..لم أجب
ألا يمل أبداً؟
..كيف يستطيع أن يجلس هكذا، دون حراك، واضعاً ساق فوق أخري، لمدة ساعة كاملة محدقاً في
!كم أكرهه
أو لا أكرهه هو..بل أكره قدرته علي اختراق حواجزي بهذه السهولة
!أشعر أني ضعيفة أمامه، وكم أبغض هذا الشعور
عدد لا متناهي من اللقاءات..لم ينبس أحدنا فيها ببنت شفة، والمرة التي تكلم فيها سأل سؤالاً يعلم جيداً أنه لن يلقي رداً، ولكنه سيثير غيظي..وسيفتح أبواباً لجحيم التفكير لينهش في خلايا عقلي
!كم أكرهه