Wednesday, October 16, 2024

شبح بداخلى

إ


إلى من لا أقوى على النجاة بدونه..

لقد كتبت لك مئات من الرسائل من قبل، ولكن هذه هى المرة الأولى التى أرسل واحدة منها بالفعل.

ولتكن بداية مراسلاتنا اعتراف..

اعتراف بأنى لا اؤمن أنى سأقابلك يوما فى نسخة هذا العالم.
فأنت جزء خلقته في خيالى منذ زمن، وطالما كنت مثل حلم بعيد، أزوره كلما ضاق بى الواقع.
وتصالحت مع فكرة أنك وليد هواى أنا، تعيش في ذاكرتى بعيد عن أعين العالم.
قد يفاجئنى القدر فى مرة، ويصنع من نسيج خيالى حقيقة...ولكن حتى يحدث ذلك، سأكتب إليك هنا.

مع الوقت ستعرف أن الكتابة هي لغة تواصلي المفضلة.
ليست الأفضل بالتأكيد، ولكنها الأسلم.
فأنا أستطيع ترتيب أفكارى هنا...على الورق.
أما في الخارج، فالأمر يستلزم قوة، وشجاعة، وهدوء، وثبات، وكل صفة يمكن أن تخطر ببالك ولا أملكها أنا.
وهنا...يأتى دورك.
فأنت يا عزيزى تمثل القطعة المفقودة فى أحجيتى..

أنت الشبح الذى يطاردنى مع كل خطوة ولا أتمنى اختفائه أبدا.
يلازمنى خيالك أكثر من ظلى، وينير لى الطريق ولو في الظلام.
ولن أخفى عليك، أدمنت وجودك بجانبى.
أدمنت ربتاتك الرقيقة على قلبى في المرات التى أنكمش فيها على نفسى هربا ممن حولى.
وأدمنت صوتك في أذنى كلما تراجعت خوفا من شيء ما.

فأنا لا أعتبر نفسى ضعيفة حتى أراك..
فى لحظة تخور كل قواى، وتسقط كل أدرعى، وأرتمى أرضا لألقى بكل أثقال عالمى عليك.
وإنى لأكره هذه الحقيقة...فهى تعنى أنى أحتاجك أكثر مما أريد أن أعترف.
فلست أعلم مصدر قوتك، ولا أستطيع أنا التغلب على مصدر ضعفى.

ولكن حتى تتغير خطط القدر لنا، سأتقبل فكرة أنك الفارس الكامن بداخلى، وسأظل أستمد منك قوتى سرا.
أعرف أنك مدفون في جزء أعمق من أن تطوله يداى، وأن هالة سحرك لن تصلنى فى كل مرة أحتاجك فيها. ولكن يكفينى الآن أن أعرف أنك هنا معى...ولو من بعيد.

كانت هذه هى الرسالة الأولى..وأعدك أنها لن تكون الأخيرة..

No comments:

Post a Comment

Paralyzed

"She never felt like she belonged anywhere, except for when she was lying on her bed, pretending to be somewhere else." ~ Rainbow ...